الجمعة، 14 نوفمبر 2008

لعنة الفراعنة


وكان يوما لن يمحى من ذاكرة عشرة منا حين قرر علية القوم من عائلتنا الموقرة الذهاب الى الاهرامات وعلى الرغم من ضياع تلك الفرصة في اليوم السابق و اصرارنا نحن الشباب الصغار على اختيار مكان اخر الا ان قرار المحكمة قدر صدر و سيتم تنفيذه في الحال. ترى هل ضياع الفرصة الاولى تحذيرا لنا مما سيحدث بعد ذلك؟ سنرى....و انطلقت السيارات حاملة ركابا بعضهم سعيد بالرحلة و الاغلبية الاخرى ممتعضة و متقبلة الفكرة على مضض......بعد مشقة الحر و طول الطريق وصلنا اخيرا وشاهدنا الاهرامات للمرة المليون...قرر نفر منا الذهاب بعيدا عن الجماعة في حين انشغل البعض بالتقاط الصور وآخرون داروا حول الهرم الكبير حتى عاد من انفصل عنا و التعب الشديد باد على وجوههم كأنهم خاضوا المعارك ضد الصليبيين ! أو طلعوا الهرم ونزلوا !فتعجبنا لرؤيتهم علي تلك الحالة فزفوا الينا خبرا سعيدا الا و هو دخولهم الاهرامات!! و ياليتهم ما فعلوا!يشاء القدر ان يخبروننا بذلك بينما كنا نهم نحن بالدخول و حمدا لله اننا لم نفعل! فما الفائدة التي ستعم علينا من المشي في ممر قرابة ال 30 مترا خانق شديد الصغر شديد الحرارة لاقف في غرفة انظر الى صندوق!! و الله وحده يعلم ان كان فارغا ام لا؟؟بعد سماع تلك القصة الماساوية قررنا ان نغير الخطة من الدخول الى الهرم الى ركوب الخيل , و بالفعل اتفق خالي مع صاحب الخيل على ان يرينا الاهرامات الستة و السفينة الشمسية (و لا باين الضوئية ) و ما لم تره أعيننا من قبل..و هيلاهوب (لزوم ركوب الخيل) , انطلقت بنا الخيول و ظللنا نمشي في طريق وعرة حتى وصلنا الى صحراء واسعه, فظللنا نمشي و نمشي و نمشي و نمشي... حتى ظننت ان الاحجار الصغيرة التي تفرش تلك الصحراء اثرية او ثمينه.. اهذا ما لم تره عيوننا من قبل؟و لكنني على يقين اني رايت صخورا (و زلطا و حياتك) قبل ذلك اليوم....!!!!!!و بعد مرور خمسة عشر دقيقه عاد بنا الرجل الى حيث انطلقنا بعد ان اخذنا في جولة في صحراء لم تخل من الاحجار التي عرقلت سير الاحصنة عدة مرات شعرت معها انني ساسقط فادق عنقي!!اين الاهرامات الستة و سفينة الطاقة الشمسية ؟و هنا حلت علينا اولى لعنات الفراعنة حين نشب خلاف بين خالي و صاحب الخيل الذي قال: ده انا لو كنت بشحت منك كنت ادتني اكتر من كده؟؟؟ عفوا منذ متى كانت الشحاذه عملا شريفا يستحق عليه مالا!!؟؟
انا ان اعطيتك مالا فساعطيك تكرما مني لا اكثر! و الاعجب قوله : احمدوا ربنا انكم مش اجانب بناخد 100 جنيه عالحصان !!هنا صاحت خالتي فيه: الحمد لله اننا مصريين و في بلدنا.ومع استيائنا العارم هذا يشاء الله ان تحدث بعض المواقف الكوميدية لكي تنسيينا ما نحن فيه اما الموقف الاول فكان ركض سيدة بسرعة نحو احد الأهرامات فاتحة ذراعيها و ما إن وصلت إليه حتى راحت تتلمسه كما نلمس نحن الكعبة!!! لا داعي لذكر أن تلك السيدة ليست عربية بالطبع!..
أما الموقف الأخر فهو طلب بعض السيدات الغير عربيات أيضا من بعض المنقبات في عائلتي بأخذ صورة معهن !!!لا اعلم بالضبط ماذا كان يدور في خلدهن و لكننا علقنا على ما حدث بشي من الطرافة بقولنا: لعلهن اعتقدن إنهما نفرتيتي و حتشبسوت!!! فضحكنا و ضحكت جميع المنقبات في عائلتيقررنا ان نختم الرحلة هذه الرحلة المثيرة عند هذا الحد و ننطلق الى مكان اخر نختاره نحن الشباب هذه المرة.. و ها نحن في تمام الساعة الرابعة عصرا نتوجه (منتشيين جدا) الى مدينة السندباد بعد ان ضاقت بنا جميع السبل في اقناع علية القوم بالذهاب الى دريم بارك مرة اخرى.انطلقنا بكل ثقة ( وآل يعني بأة مشينا إلي في دماغنا) ولكن يا فرحة ما تمت عادت لعنة الفراعنه من جديد حيث وجدنا انفسنا عالقين في شارع السندباد نفسه في زحام استمر مدة بسيطة الصراحة 3 ساعات فقط لا غير!!
ثلاث ساعات متواصلة ذابت فيها اعصابنا و بدات دماؤنا تغلي في عروقنا من الغيظ..لم نتحرك بالسيارة و لا مليكيلو واحد (اقصد سنتيمتر) للامام.. ومن حسن الحظ اننا كنا نحمل بعض الطعام و الا متنا جوعا و حرا و غيظا !!وفي هذه اللحظة اسرعت السيارتان بعقد اتفاقية الإغاثة و بدانا نتبادل الطعام و المياه و لا مانع من الحصول على بعض المؤن الاساسية (بيبسي و عرق سوس) من الكشك المجاور, بالطبع لم ننس ان نتسلى قليلا تضييعا للوقت فكنا ننظر من زجاج السيارة و نتحدث بالاشارات ثم نرسل رسائل بلوتوث نعبر فيها عن استيائنا و مللنا و تعبنا الشديد......و ما ان تصل الرسالة حتى نضحك بشدة فننسى قليلا ما نحن فيه..!حينها قلت لهم بشئ من السخرية: واضح ان الفراعنة لعنتهم حلت علينا.. (ضحكنا جميعا ولم يكن في بالنا ان اللعنة فعلا حلت علينا....) و اخييييييييييييييييرا بدات السيارة في التحرك و لوهلة اعتقدت ان الشارع الذي نقف فيه هو الوحيد المزدحم و لكن اتضح ان جميع الكباري و الشوارع الجانبية ستنفجر من السيارات التي اغلقتها, في مشهد لم ار مثله في حياتي...لم انس ان اصور هذا المشهد بكاميرا الفيديو لاضعه على اليويتيوب..و اخيرا شاهدت اعيننا المجهدة مدينة السندباد بعد ان كنا قد بدانا ننسى لماذا نحن هنا اصلا!!في البداية رمقناها في غيظ و غضب ثم انهمكنا في تخيل اننا لعبنا كل لعبة فيها و استمتعنا ايما استمتاع (في خيالنا طبعا.. هو لا حقيقة و لا خيال كمان...!!!) ووصلنا الى المنزل في تمام الساعة الثامنة و الربع و قد تمكن منا التعب و الارهاق وتراب الأهرامات وأصبح بالامكان وضعنا بجانب الاهرامات كأول هرم بشري في العالم ..قضينا بعض الوقت في تناول الغذاء .. او العشاء بمعنى اصح ..ثم راح كل منا يحكي ما حدث في هذا اليوم الذي لا ينسى لمن لم ينضموا معنا الى الجزء الثاني من تلك المغامرة الثلجية..و مع كثرة الكلام و تغير المواضيع نشب خلاف مفاجئانتهى ببكاء الجميع (لا داعي لذكر ان الجميع المشار اليهم هنا كانوا من النساء فقط ) و لكن هل ستنتهي الحكاية عند هذا الحد؟ كنت اتمنى هذا فما حدث لم يكن الا البداية!!!!ففي اليوم التالي ذهبنا لحضور مناسبة عائلية (طبعا لا داعي لذكر ا ن اول لعنه صابتنا كانت عدم ايجاد المكان المطلوب مع انه كان امام عيننا و مشينا في الشارع رايح جاي تلت ساعة ) و لم نترك احدا من المارة او اصحاب المحلات الا و سالناه ..حتى وصلنا اخيرا..اما اللعنة الحقيقة فقد انصبت فوق رؤوسنا عند عودتنا حين سلكت خالتي طريقا مخالفا مما ادى لايقافها من قبل شرطي المرور الذي طلب على الفور رخصة القياده حينها اجابته باسى بانها ليست معها (صرخت من جوة :يا نهار اسود معكيش الرخصة يا خالتو ) فطلب منها اوراق السيارة فاجابته باسف : انها نسيتها !( يالهوي كمان) و هنا صاح فيها قائلا: يعني معكيش رخصة و لا اوراق و كمان مخالفة!!
(مصيبة لو طلب منك البطاقة و قلتيله دي كمان مش معايا..اهو ده باه اللي ناقص) و مع انني اشرت عليها منذ البداية ان تدفع له تجنبا لتلك الازمة الا ان الامر تطور بتوسلنا اليه ان يتركنا هذه المرة مع الوعد بعدم تكرارها مرة اخرى و كيف اننا ولايا لوحدنا و الدنيا ليل (و الجو برد) و معلش سماح المرة دي و احنا في عرضك ( و طولك.. كله ) و ان خالتي لا تعيش هنا و لا تعرف الطريق و ان طائرتها غدا...الخ. فحذرها بقوله : لو كنت ظابط كنت سحبت منك العربية فورا..و لكن الحمد لله قرر ان يطلق سراحنا فنادينا عليه و اعطيناه مبلغا كبيرا الى حد مافانشكح و ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة و علينا نحن ايضا ( ما كان من الاول)..(يعني تقريبا كده هنقدر نخالف في الحتة دي سنة قدام)..حمدنا الله كثيرا و تذكرنا لعنة الفراعنه التي حلت علينا بلا رحمة و بلا انقطاع..و انطلقنا عائدات الي البيت مع اتخاذ جميع التدابير و الاحتياطات اللازمة لعدم ارتكاب أي مخالفة جديدة..اما الاخر الاحداث فكانت العطل المفاجئ و الاول من نوعه الذي اصاب سنترال المنطقة التي نسكن فيها و الذي ادي الى انقطاع الشبكة المعلوماتية عنا (او كما يسميها الفرنجة الانترنت !! _ ال يعني دي اختراعنا و هما اللي عملولها اسم !!) و هي كارثة لمن يجب عليهم تسليم مقدمة مشروعهم السبت القادم!!و لكي تظل الاحداث محفورة في ذاكرتنا الى الابد تطل علينا الاهرامات في التلفاز بلا مبالغة كل يومين تقريبا الامر الذي جعلنا لا نطيق سماع كلمة هرم من اساسه!!ما كان يقلقني هو سفر خالتي و اولادها و لكن حمدا لله انها وصلت بالسلامة..يبدو ان اللعنه لا تعمل الا في مصر..تمر الايام و الله وحده يعلم بما تخبئه لنا و لكن ما دمنا سنقضيه بعيدا عن الاهرامات فان شاء الله نحن بالف خير و صحة و سعادة..واللهم اخزيكم يا فراعنه...
مع تحيات الفرعونة الصغيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق